نكبرُ
لنعلمَ أنَّ الحنانَ دافعهُ معرفةٌ سابِقة بِضَررِ القسوة، وعهدٌ صارمٌ بينَ النَّفسِ وقلبِها المجروح.
نكبرُ
لِنختار اللينَ على حِسابِ الجَّمالِ وخِفةِّ الظل، فَتُختزَلُ الوسامةُ في كتِفٍ داعِم، وتقتصرُ الفتنةُ على مهدِ نبضٍ دافِئ.
نكبرُ
لِنُدركَ فجيعةَ الوجودِ في عالمٍ يخجَلُ من العناقِ وسطَ الشوارِع، ويسبُّ الدينَ في أكبرِ ميدانٍ بِعرونةٍ خادِشة.
نكبرُ
لِنفضِّلَ الصداقات البعيدة عنِ التبريراتِ الكثيرة، والفهمِ الخاطئ، ونكتفي بِالمسافةِ الخالية مِن عدسةِ السيِّئات.
نكبرُ
لِنحتضنَ عيوبنا، ونوقنَ أنَّها يومًا ما، ستُرى بِعينِ الجمالِ والكمال.
نكبرُ
لنتلهَّفَ على بناءِ بيتٍ مُستقِر، وإنجابِ أطفالٍ يَرِثونَ نقاءَ قلوبِنا المَوءود.
نكبرُ
وتكبرُ معنا رغبةُ البقاءِ تحتَ جناحٍ والِدتنا، تُطعِمُنا، وترعانا عندَما نمرض، وتُشرفُ على تغطئتِنا قبلَ النومِ؛ فَلا نحملُ همَّ الاستمراريّةِ رغمَ الظروف، ولا مسؤوليةَ الاستسلامِ للتعب.
نكبرُ..ولا نعلمُ أنَّنا كبرنا..إلا عندما نبدأُ بقولِ أشياءٍ..يسخرُ منها الكِبارُ..
خجلًا من جهلهم بِها.
ك/ وَطَن